تُعَد نيجيريا واحدة من أسرع البلدان نمواً في العالم، وتتمتّع بكتلة سكانية شابة وبارتفاع معدّل المواليد، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها في العقدين المقبلين.
وتقوم الحكومة بدعمٍ من صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوجيه الموارد للتصدي للتحديات الناجمة عن ارتفاع معدلات حمل المراهقات وانخفاض فرص الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية.
وفي لاغوس، أكبر مدن نيجيريا، تقدم عيادة الأمهات الشابات التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان دعماً شاملاً للشابات الحوامل.
حيث تقدم العيادة خدمات مجانية، بما في ذلك الرعاية السابقة للولادة ولوازم رعاية الأطفال وتقديم المشورة بشأن تنظيم الأسرة والدعم النفسي والاجتماعي، كما توفر للأمهات الشابات فرصاً للتعليم والتدريب لتساعدهن في الحصول على عمل، لأن معظم المراهقات الحوامل لا يعدن إلى الصفوف الدراسية.
وقد غيّرت عيادة الأمهات الشابات، من خلال وجودها في أربعة مواقع في المدينة، حياة مئات النساء وأطفالهن.
ومن بينهن كيهيندي أودوسوسي، التي تبلغ من العمر الآن 19 عاماً وهي أمٌ لابنة عمرها عامين. أصبحت كيهيندي حاملاً نتيجةً لاعتداءٍ جنسي تعرضت له عندما كانت بعيدة عن بيتها في عام 2020.
وقد ساعدتها عائلتها على تجاوز هذه المحنة العصيبة. وتقول كيهيندي: «لوالداي دورٌ مهمٌ جداً في حياتي. عندما كنت حاملاً، لم يتخليا عني أبداً». ودعمتها شقيقتها التوأم أيضاً دعماً لم يتزعزع: «كلما كنت أشعر بالحزن أو بتقلبات في مزاجي، كانت شقيقتي تجد دائماً طرقاً لتدخل السعادة إلى قلبي. إنها رفيقتي التي ترسم البسمة على وجهي».
تحصل كيهيندي على دعم عاطفي كبير، ولكنها لا تزال تفتقر إلى الموارد اللازمة للحصول على الرعاية والمشورة قبل الولادة.
عندما افتتحت عيادة الأمهات الشابات بالقرب منها بعد فترة وجيزة من بداية حملها، شجعتها عائلتها على الذهاب. وعندما جرى تشخيص ابنتها باليرقان عَقِب ولادتها، عولجت بنجاح في غضون أيام دون أي تكلفة على كيهيندي.
وتقول كيهيندي «كانت عيادة الأمهات الشابات حقّاً مكاناً آمناً لي طوال فترة حملي». لم تحصل على الرعاية الطبية والمشورة المجانية فحسب، بل قابلت أيضاً فتيات أخريات مثلها واستعادت ثقتها بنفسها. ولم يقف الدعم الذي تلقته كيهيندي عندها، بل أصبحت كيهيندي تستخدم ما تعلمته لتوفير دعم الأقران للمراهقات الأخريات.
وبينما تُربّي كيهيندي طفلتها التي تتمتع بالسعادة والصحة، تخطط أيضاً للخطوات التالية في حياتها. وهي تدعم التدريس في الفصول الابتدائية، وتهدف إلى العودة إلى المدرسة لإنهاء تعليمها الخاص. وتقول «أتمنى أن أختص في علم النفس أريد أن أساعد الناس على فهم أنفسهم».
واجهت هابينيس إيبوه (20 عاما) تحدياتٍ مماثلة عندما أصبحت حاملاً في سن السادسة عشرة، مع عدم رغبة والد طفلها في إعالتها.
لحسن الحظ، كانت عائلتها والعيادة المحلية للأمهات الشابات معها. هناك، تعلمَت عن تنظيم الأسرة وقررت طريقة منع الحمل التي تناسبها، ومثل كيهيندي، تابعت في مشاركة معرفتها الجديدة.
وقد حصلت هابينيس بفضل عملها في المناصرة على منصب مدربة للشباب ومرشدة في مجال الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية. وفي الوقت نفسه، ساعدها التدريب التقني الذي تلقته في عيادة الأمهات الشابات على إنشاء مشروعها الخاص لتصفيف الشعر في المنزل.
أصبحت هابينيس الآن مستقلة وقادرة على الاعتناء بنفسها وبطفلتها مع تحقيق مدخرات لتوسيع نطاق أعمالها في المستقبل.
تقول: «ابنتي هي أولويتي الأولى. أشعر بالسعادة عندما تكون هي سعيدة.»
نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.