10 مايو 2024

في عالم مثالي، ستتمكن كل أم من الوصول إلى قابلة ماهرة وستتمكن من الولادة في بيئة آمنة وسالمة، وستشعر بالثقة في قدرتها على اصطحاب مولودها الجديد إلى منزل آمن ودافئ وعلى توفير كل ما يحتاجه الطفل.

وللأسف، الكثير من النساء يفتقر إلى هذه الضمانات.

في جميع أنحاء العالم، تموت امرأة كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة. والبعض منهن يتعرض لمخاطر متزايدة، بما يشمل من يعِشن في مناطق نائية حيثُ محدودية الوصول إلى الخدمات، ومن يعانين من التمييز، ومن يعِشن وسط الصراعات أو الأزمات المناخية.

يسعى صندوق الأمم المتحدة للسكان جاهدًا إلى تحقيق السيناريو المثالي لكل امرأة، من خلال الاستثمار في القابلات والتدريب، بما في ذلك في الحالات الإنسانية الطارئة، ومن خلال تجهيز أجنحة الأمومة والفرق الصحية المتنقلة - لدعم النساء أينما كانوا ووقتما احتَجن إلى الرعاية.

هنا، يمكنكم التعرف على نساء من جميع أنحاء العالم يستفدن من الرعاية الجيدة.

دعم النازحات في أرمينيا

8 Billion
اختار الأخوان الكبيران الفخوران، أرمان وأرتيوم، اسم غابرييلا لأختهما الصغيرة. © صندوق الأمم المتحدة للسكان أرمينيا/أسبرام مانوكيان
ماري بعد أن عبرت الحدود إلى أرمينيا وهي حامل في الشهر التاسع.
غابرييلا: "أثمن كنوزنا".
الحياة اليومية في شقة بغرفة نوم واحدة تطرح تحديات مقارنةً بالمنزل حيثما كنا نعيش.

تقول ماري، 25 عاماً، واصفةً الذعر عند بدء تساقط القنابل في كاراباخ - وهي منطقة واقعة في قلب الصراع الإقليمي بين أرمينيا وأذربيجان - في سبتمبر/أيلول 2023: "لم أعلم عليَّ الجري باتجاه أي ابن فيهم لإنقاذه أولاً. كان واحدًا منهم في المدرسة والآخر في روضة الأطفال".

وأصبحت ماري، التي كانت حاملاً في شهرها التاسع في ذلك الوقت، واحدة من بين ما يقدر بنحو 2,070 امرأة حامل اضطرت إلى الفرار بحثًا عن الأمان عبر الحدود في أرمينيا.

عندما وصلت ماري وعائلتها إلى أرمينيا، أقاموا في مساحة آمنة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان. تلقت ماري الرعاية الصحية والدعم النفسي والإمدادات الأساسية للمساعدة في الاستعداد للولادة بعيدًا عن الوطن.

الرضيعة غابرييلا هي أحدث إضافة إلى عائلة مكونة من خمسة أفراد، حيث يعيش الجميع الآن في شقة بغرفة نوم واحدة في أبوفيان. تقول ماري عن غابرييلا: "تركنا وراءنا منزلًا مفروشًا بالكامل ولم نتمكن من إحضار أي شيء معنا - لكننا أحضرنا أغلى كنوزنا".

قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان حقائب أدوات الصحة الإنجابية للعيادات في البلدات الواقعة على طول الحدود، بما في ذلك أبوفيان، ويقوم بتوسيع الإمدادات لتغطية المزيد من المناطق من أجل تلبية الطلب المتزايد على خدمات صحة الأم حيث لا تزال الأسر غير قادرة على العودة إلى ديارها.

محو الخوف من الولادة في أمريكا اللاتينية

8 Billion
يوليمار وشريكها جيوفاني، مع ابنتهما المولودة حديثًا، بريندا، في توماكو، كولومبيا. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/كارولينا نافاس
الممرضة إليسا تدعم يوليمار خلال المخاض.
جيوفاني يحمل ابنته لأول مرة.
الاتصال الجلد بالجلد – "رعاية الكنغر" – يساعد على دعم الترابط.

يوليمار، من مواليد فنزويلا، تعيش مع زوجها في محمية ريفية للسكان الأصليين في كولومبيا. العيش عن بعد والانتماء إلى مجتمع من السكان الأصليين عاملان قد يزيدا من التمييز والحرمان عندما يتعلق الأمر بالحصول على خدمات صحة الأم.

ولحسن حظ يوليمار، فقد تلقت رعاية ودعمًا عاليا الجودة عندما حان وقت الولادة. سافرت إلى مستشفى سان أندريس في توماكو، حيث دعمتها رئيسة تمريض غرفة الولادة، إليسا كورال غيريرو، التي شاركت في تدريب صندوق الأمم المتحدة للسكان.

يهدف تدريب صندوق الأمم المتحدة للسكان في مجال حقوق الإنسان والقيادة إلى الاعتراف بالقبالة ورعاية التوليد وتعزيزها كتخصص صحي. القابلات أساسيات لزيادة الولادات الآمنة وضمان خدمات صحة الأم المنصفة والخالية من العنف والتمييز.

التدريب أمر بالغ الأهمية. في أمريكا اللاتينية، تشير التقديرات إلى أن حوالي 43 في المائة من النساء يتعرضن للعنف التوليدي، وإلى إساءة المعاملة والإيذاء أثناء الولادة، بما في ذلك إجبارهن على القيام بإجراءات ضد إرادتهن. قالت القابلات اللاتي دربهن صندوق الأمم المتحدة للسكان إنهن لاحظن أن العنصرية هي من بين العوامل التي تحدد كيفية معاملة النساء.

تشير الممرضة إليسا إلى أن النساء في منطقة توماكو عُرضة للخطر بشكل خاص. تقول: "مقارنةً بأجزاء أخرى من كولومبيا، فإن توماكو منطقة نائية ومهملة تاريخياً. لقد أدى الإهمال السياسي إلى زيادة المخاطر التي تواجهها النساء من السكان الأصليين. للقابلات دور مهم للغاية. من المهم أن نحترم ونقدر جميع النساء. يجب أن تكون الولادة ورعاية الأمومة إنسانية وكريمة ويجب أن تأخذ تعدد الثقافات بعين الاعتبار".

مساعدة النساء الحوامل في غزة في ظروف عصية على التصور

8 Billion
ملك تتكئ على زوجها أثناء المخاض. © صندوق الأمم المتحدة للسكان فلسطين/ بيسان عودة
في الطريق إلى جناح الولادة.
أثناء المخاض.
الطفل خالد هو الحفيد الأول للعائلة.

ملك، 22 عامًا، من مدينة غزة، كانت حاملاً في شهرها الثالث عندما بدأت الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. انتقلت من التخطيط لوصول طفلها الأول، بما في ذلك فرحة اختيار الملابس الجديدة ومستلزمات الطفل، إلى النزوح مرارًا وتكرارًا، مما يعرضها للخطر.

طوال فترة حملها، تكبدت ملك العناء للحصول على رعاية ما قبل الولادة. ومع تحول أسابيع القصف إلى أشهر، كانت تعاني من أجل العثور على ما يكفي من الطعام كل يوم.

عند بدء الانقباضات لدى ملك، كان جناح الولادة في رفح هو أقرب منشأة، لكنها عرفت أن المستشفى مكتظ، لذلك سافرت لمدة ثلاث ساعات إلى منشأة في النصيرات. وهناك أيضًا كانت الأسرة صعبة المنال.

تقول: "بمجرد أن جلست، أعادوني من السرير لأن هناك حالة طارئة أكثر إلحاحًا من حالتي - كانت ستجري عملية قيصرية. لذا، نهضت وأعطيتها مكاني، على الرغم من أنني كنت في حالة مخاض أيضًا. وعندما أتممت ولادتها، سمحوا لي باستخدام السرير".

تشعر ملك حاليًا بالقلق بشأن كيفية الحفاظ على ابنها دافيء وشبعان وآمن. وتقول: "كان الأمر سيختلف في موطني في مدينة غزة. خالد هو الحفيد الأول للعائلة، وكانوا سيحتفلون بمجيئه احتفالًا كبيرًا. كنت سأعود إلى حساء الدجاج المطبوخ في المنزل وأشياء أخرى كثيرة".

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على دعم النساء والفتيات في غزة، بما في ذلك 155,000 امرأة حامل وأمهات جديدات يعانين من ضغوط لا يمكن تصورها. وقد شمل الدعم على مدى الأشهر الستة الماضية نشر القابلات وتوفير الإمدادات الأساسية، بالإضافة إلى أول وحدة أمومة متنقلة تابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والتي وصلت إلى رفح في 9 نيسان/ أبريل. يمكن للوحدة، المتمركزة في مستشفى المواصي الميداني، توفير رعاية التوليد الشاملة في حالات الطوارئ، بما في ذلك العمليات القيصرية ونقل الدم.

تعتبر رفح المركز الرئيسي للاستجابة الإنسانية في غزة وتضم بعضًا من آخر المرافق الصحية العاملة في المنطقة. ويشمل ذلك مستشفى الهلال الإماراتي للولادة، والذي أصبح الآن المرفق الرئيسي للنساء الحوامل في رفح، حيث يجري حوالي 60 ولادة يوميًا. ومن الممكن أن تحول الهجمات في رفح هذه المرافق وغيرها من أماكن للأمل إلى أنقاض - مما يعرض حياة عشرات الآلاف من النساء الحوامل للخطر.

توفير الفرص للأمهات الشابات في نيجيريا

8 Billion
كيهيندي ومايوا. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/ماغنوم فوتوز/ليندوكول سوبيكوا
كانت عائلة كيهيندي مصدرًا كبيرًا للدعم.
صورة بولارويد التقطتها كيهيندي لابنتها.
كيهيندي تتلقى معلومات الصحة الجنسية والإنجابية في عيادة الأمهات الشابات.

تعد نيجيريا واحدة من أسرع دول العالم نموًا، حيث تتميز بسكانها الشباب وارتفاع معدل المواليد، بما في ذلك حالات حمل المراهقات.

يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان أربع عيادات للأمهات الشابات في جميع أنحاء مدينة لاغوس، مما يوصل الأمهات الشابات بفرص التعليم والتدريب الوظيفي، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية للأمهات ومستلزمات رعاية الأطفال وتنظيم الأسرة والدعم النفسي الاجتماعي. تعد مبادرات التعليم والتدريب أساسية بشكل خاص للأمهات المراهقات، حيث لا يعود معظمهن إلى مواصلة تعليمهن بعد الولادة.

لقد غيرت العيادات حياة مئات الشابات وأطفالهن. كيهيندي من بينهم. وعندما حملت، شجعتها عائلتها على الذهاب إلى عيادة قريبة، وأخذت بنصيحتهم. وتقول: "إن والدي جزء مهم جدًا من حياتي. عندما كنت حاملاً، لم يتركوني أبدًا".

منذ عام 2015، دعمت العيادات 998 أمًا شابة، بما في ذلك المساعدة في 557 ولادة آمنة على يد قابلات ماهرات. تقول كيهيندي: "كانت عيادة الأمهات الصغيرات مكانًا آمنًا بالنسبة لي طوال فترة حملي. لقد استعدت ثقتي بنفسي".

ستعود كيهيندي إلى المدرسة لمواصلة تعليمها. تقول: "أتمنى أن أصبح طبيبة نفسية. أريد أن أساعد الناس على فهم أنفسهم. أريد أن أكون ناجحة في الحياة حتى أتمكن من رعاية والدي في شيخوختهما وكذلك رعاية ابنتي".

ضمان ولادة آمنة وسط الأزمات المناخية في الفلبين

8 Billion
مارييل مع مولودها الجديد بعد الولادة الآمنة في أعقاب إعصار قوي. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في الفلبين/عزرا أكايان
العيادة المتنقلة لصحة المرأة على عجلات.
كانت مارييل أول امرأة تلد في العيادة المتنقلة.
داخل عيادة الولادة المتنقلة .

تتأثر الفلبين بشدة بالظواهر الجوية القاسية، لكونها أرخبيلًا، حيث تستعد الدولة الجزرية لحوالي 20 عاصفة وإعصارًا كبيرًا في المتوسط ​​كل عام. يؤدي تغير المناخ إلى زيادة شدة العواصف وقدرتها على التدمير، مع تزايد الأعاصير القوية.

وفي عام 2022، قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان أول عيادة ولادة متنقلة في الفلبين للوصول إلى النساء في المناطق المتضررة من الكوارث. عند وقوع إعصار راي القوي – المعروف محلياً باسم أوديت – كانت مارييل أول أم تلد في العيادة، المعروفة باسم صحة المرأة على عجلات، في جنوب ليتي.

وتلا ذلك إنشاء عيادة متنقلة ثانية واعتمدت وزارة الصحة النموذج الناجح. تم إطلاق عشر شاحنات للرعاية الصحية الأولية، والتي شملت خدمات الصحة الجنسية والإنجابية.

أصبحت العيادات المتنقلة الآن جزءًا أساسيًا من استراتيجية وزارة الصحة للحد من وفيات الأمهات. فهي ضرورية للوصول إلى النساء والفتيات في المناطق المعزولة جغرافيًا والمحرومة في جميع أنحاء الفلبين، مما يسمح للنساء بالوصول إلى خدمات صحة الأم الفورية، حتى في خضم الكوارث.

إنقاذ الأرواح من خلال دور الانتظار للأمهات في إثيوبيا

8 Billion
ريدايت في المنزل مع ابنتها في نِكسيج. وهي حامل بطفلها الثاني، وقد رتبت للبقاء في دار انتظار الأمهات. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في إثيوبيا/إنتاج موبيكس
تعتبر دور الانتظار للأمهات بمثابة شريان حياة للنساء اللاتي يعشن على مسافة طويلة من أقرب عيادة.
أزميرا تطبخ وتتحدث مع أمهات أخريات.
أزميرا تتلقى فحص ما قبل الولادة عند وصولها.

عرفت أزميرا، وهي امرأة حامل تعيش في نِكسيغي، وهي منطقة جبلية في منطقة تيغراي في إثيوبيا، أنها ستواجه صعوبة في الوصول إلى عيادة صحية إذا انتظرت حتى موعد دخولها في مخاض، في ظل تحديات التضاريس والمسافة.

وهكذا، قبل الموعد المحدد لها، سافرت إلى دار انتظار الأمهات - وهو منزل سكني بالقرب من عيادة الولادة، حيث تتوفر خدمات الأمومة. وهي تعلم الآن أنها ستتمكن من الحصول على رعاية جيدة عندما تحتاج إليها.

يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان 54 دار انتظار للأمهات في جميع أنحاء إثيوبيا حتى تتمكن النساء اللاتي يعشن في المناطق النائية، أو من هن أكثر عرضة لحدوث مضاعفات، من الحصول على الرعاية. تصل النساء عمومًا إلى دور الانتظار قبل حوالي أسبوع من موعد ولادتهن.

المنازل هي نجاح باهر. تظهر الدراسات في إثيوبيا أن النساء اللاتي يصلن إلى دور انتظار الأمهات أقل عرضة للوفاة بنسبة 80 إلى 91 في المائة. تعد هذه المنازل جزءًا أساسيًا من الجهود الشاملة التي يبذلها صندوق الأمم المتحدة للسكان لزيادة الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية عالية الجودة في إثيوبيا. وشملت المبادرات الأخيرة الأخرى نشر 222 قابلة ودعم 10 فرق صحية متنقلة في العام الماضي.

تقول أبات جيتاهون، التي استفادت من أحد دور انتظار الأمهات عند ولادتها، إن المرافق حلت العديد من التحديات التي تواجه النساء الحوامل، مشيرة إلى أنه قبل إنشاء دور إنقاذ الحياة، "كانت تلد النساء على الطريق".

مشاركة القصص

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X