في مايو 2022، واجهت سفيتلانا ورسلا، وهم والدان لطفلين في أوكرانيا، قرارًا صعبًا: تقسيم الأسرة أو المخاطرة بتعرض أطفالهما للأذى.
كان الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا جاريًا، وغادرت الأسرة منزلها في مدينة أوديسا، بحثًا عن الأمان مع بعض الأقارب في مدينة زاتوكا الساحلية. تقول سفيتلانا، البالغة من العمر 38 عامًا: "في أواخر نيسان/أبريل 2022، تعرض الجسر الموجود فوق مصب نهر دنيستر للهجوم لعدة ليالِ متتالية. استيقظنا ليلًا، وكان كل شيء بالداخل يُقصَف. لم يكن لدينا خيارًا حقًا. أقرينا باستحالة الاستمرار على هذا النحو، وأنه سيجب عليَّ أخذ الأطفال إلى مولدوفا".
اضطر رسلان، البالغ من العمر 41 عامًا، أن يبقى في أوكرانيا، لأن الرجال في سن الخدمة العسكرية ملزمون بالبقاء في أوكرانيا بموجب الأحكام العرفية، والتي تم تفعيلها عند بدء الغزو الروسي الشامل.
إن سفيتلانا ورسلان مفترقان منذ 20 شهرًا. مع حلول شباط/فبراير 2024، وفي ذكرى مرور عامين على بدء الغزو الروسي الشامل، يشاركون معنا كيف يعيشون حياتهم في بلدين مختلفين، وكيف يحافظون على حياتهم العائلية عبر الحدود.
تقوم سفيتلانا بإعداد الأطفال للذهاب إلى المدرسة، في مسكنهم الذي به غرفة نوم واحدة في مركز للاجئين في كيشيناو. لأول مرة منذ 16 عامًا، يعيش زوجها بمفرده دون زوجته وأطفاله. تقول: "أشعر جدًا بالفارق، لأن رسلان أب منخرط جدًا".
يقول رسلان: "أكثر ما يحزنني هو أنني لست في حياة أطفالي. أبنائي يكبرون ويمرون بفترة مهمة وصعبة جدًا في حياتهم، وأنا هنا في أوديسا".
قبل الحرب، عاشت الأسرة في شقة مريحة في ضواحي أوديسا. وكانوا مشغولين بالعمل والدراسة والتخطيط للمستقبل. وحاليًا، تجد سفيتلانا وأبناؤها أنفسهم بين 6.5 مليون شخص -أغلبهم من النساء والأطفال- اضطروا إلى البحث عن الأمان خارج أوكرانيا. ومازال هناك 3.7 مليون شخص آخرين نازحين داخل أوكرانيا.
في جميع أنحاء أوكرانيا والدول المجاورة، توفر المساحات الآمنة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان دعمًا نفسيًا اجتماعيًا متخصصًا للأشخاص الذين يتعاملون مع آثار التعرض للحرب والنزوح. يواجه ما يقرب من الـ 10 مليون شخص خطر الإجهاد الحاد وغيره من الحالات المرتبطة بالصحة النفسية. وبين الشباب، زادت المشكلات المرتبطة بالصحة النفسية تقريبًا بمقدار الضعف.
يتطوع أوليغ في مركز شباب ميلينيوم بشكل يومي تقريبًا. يقدم المركز، الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، أنشطة اجتماعية للمراهقين المحليين واللاجئين الأوكرانيين، ويقدم المشورة النفسية وتعليم المهارات الحياتية. يدير مركز ميلينيوم أيضًا مساحة آمنة متنقلة تابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيثُ تتواصل مع اللاجئين الشباب في كيشيناو وجميع أنحاء مولدوفا.
يقول أوليغ: "بالنسبة لي، ميلينيوم بمثابة بيتي الثاني. لقد أقمنا معسكرات مختلفة عن مواضيع مختلفة. المعسكر الأفضل بالنسبة لي كان المعسكر المصمم على طراز هاري بوتر. كانت لدينا مهمات وأنشطة تفاعلية". يأمل أوليغ أن يدرس التصوير السينمائي في الكلية في أوديسا. غرس فيه والده حب السينما، ويحلم بأن يصير مخرجًا.
في أوديسا، شارك رسلان أيضًا في أنشطة إبداعية لمقاومة الشعور بالوحدة، الرسم بشكل أساسي، وسعى للحصول على دورات الدعم النفسي. عبر الحدود في كيشيناو، استقر طفلاه جيدًا في المدرسة، وحصلت سفيتلانا على وظيفة، وواصلت مسيرتها المهنية كأخصائية أمراض تخاطب.
يبني كل من سفيتلانا وزوجها شبكات لدعم الأسرة خلال فترة افتراقهما، ولكن "الافتراق أمرٌ مؤلم" كما تقول سفيتلانا.
أعياد الميلاد والعطلات والمسرحيات المدرسية تمثل أوقات صعبة بشكلٍ خاص. تقول سفيتلانا: "تحتفل أسرتنا بالمناسبات بدون زوجي، أبيهم. كنت ألتقط صورًا لكل لحظة واعتدت على إرسالها له أول بأول؛ كان الأطفال يتذمرون في البداية من طلبي المستمر بالتقاط الصور، لكنهم الآن قد اعتادوا على ذلك وصاروا راغبين في التوقف والتقاط الصورة".
تحلم الأسرة بلم شملها، ولكن الحرب لم تنتهِ بعد. ومع ذلك الافتراق لم يهزمهم. تقول سفيتلانا: "لم أتوقع أن المسافة ستجعل الأسرة أقوى".
يحتاج صندوق الأمم المتحدة للسكان هذا العام لـ 94.4 مليون دولار أمريكي للاستجابة لاحتياجات الأشخاص المتضررين في أوكرانيا واحتياجات من فروا إلى البلدان المضيفة للاجئين. يشمل الدعم الذي يقدمه صندوق الأمم المتحدة للسكان تقديم الخدمات الأساسية، مثل خدمات الصحة الإنجابية وخدمات صحة الأم وخدمات الحماية لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي ودعم الناجيات منه والدعم النفسي الاجتماعي والمساحات الآمنة لدعم النساء والفتيات والشباب المتضررين من الحرب.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.