أخبار

الاستجابة الإنسانية تتيح الولادة الآمنة وسط الفيضانات الكارثية في الكاميرون

رجل يرتدي ملابس حمراء يحمل مولودًا جديدًا. وخلفه، تجلس والدة الطفل على سرير، وترتدي ملابس زرقاء، وتحمل حوضًا بلاستيكيًا أزرق عليه شعار صندوق الأمم المتحدة للسكان
تلقى زوجان متضرران من العنف والفيضانات في مادا، الواقعة في أقصى شمال الكاميرون، صندوق الرُضعل الذي قدمه صندوق الأمم المتحدة للسكان. © صندوق الأمم المتحدة للسكان الكاميرون/صموئيل سوالدا
  • 14 أكتوبر 2024

فوتوكول، أقصى الشمال في الكاميرون – قالت عائشة* لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، بينما تتذكر الليلة التي هوجِمَت فيها قريتها قبل ثلاث سنوات :"كانت قريتنا سلمية إلى أن ظهر هؤلاء الرجال المسلحون الذين زرعوا الرعب والموت".

قالت: "ذبحوا رجلين أمامي مباشرة. هربنا، تاركين كل شيء وراءنا".

وجدت عائشة وأطفالها الأربعة الأمان في مخيم للنازحين في فوتوكول، وهي بلدة في منطقة أقصى الشمال في الكاميرون. لكن في الشهر الماضي، تم اقتلاعهم منها مرة أخرى.

صاحب بدء موسم الأمطار فيضانات هائلة، وهي الأزمة التي عصفت بالمنطقة الأوسع. وقد لقي عشرات الكاميرونيين حتفهم ونزح عشرات الآلاف.

قالت عائشة: "مزرعتنا، أملنا الأخير، غمرتها المياه وغرقت في الفيضانات".

كانت تقترب من نهاية حملها الخامس مما زاد من خوفها.

"كنت خائفة جدًا على الطفل في رحمي وعلى نفسي".

أزمة المناخ والصراع

الأزمات شائعة جدًا في الكاميرون، وهو بلد يعاني من عنف الانفصاليين والجماعات المسلحة والكوارث المتصاعدة المرتبطة بالمناخ.

وتعتبر البلاد واحدة من أكثر دول العالم عرضة لتغير المناخ، مع ارتفاع درجات الحرارة وتعرض المجتمعات بشكل متزايد للجفاف والفيضانات والانهيارات الأرضية وأكثر من ذلك.

ولتلبية احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات، وخاصةً من يواجهن النزوح وانعدام الأمن، نشر صندوق الأمم المتحدة للسكان قابلات وأخصائيين اجتماعيين لخدمة المجتمعات ذات الأوضاع الهشة.

منذ بداية عام 2024، تلقى حوالي 198,000 شخص خدمات مصممة لمنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له - والمعروف أنه يزداد في أوقات النزاع والتوتر والصدمة.

بالإضافة إلى ذلك، حصل حوالي 55,000 شخص على رعاية الصحة الجنسية والإنجابية - بما في ذلك عائشة.

بعد وقت قصير من نزوحها للمرة الثانية، تمكنت عائشة من الولادة تحت رعاية قابلة.

وقالت عائشة إن طفلها "ولد محاطًا بالرعاية، عندما لم يكن لدي أي شيء - لا مال ولا ممتلكات".

نقص في التمويل الإنساني

بالإضافة إلى تلقي رعاية الأمومة الجيدة، تلقت عائشة أيضًا "صندوق الرُضّع"، الذي يحتوي على الأغراض الأساسية لحديثي الولادة، بما في ذلك الملابس والمناشف وأدوات النظافة والحفاضات.

"الحصول على الرعاية الصحية للأمهات أمر بالغ الأهمية،" هكذا قالت ليلى، القابلة التي ساعدت عائشة. "نحن نسعى جاهدين لتزويد النساء بالخدمات التي يحتجنها للولادة الآمنة، حتى في أصعب الظروف."

وعلى الرغم من الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الكاميرون، يواجه صندوق الأمم المتحدة للسكان فجوة تمويلية خطيرة. وفي الوقت الحالي، لم يتم تأمين سوى 30 بالمائة من التمويل اللازم للعمليات الإنسانية.

في الشهر المقبل، سيعقد صندوق الأمم المتحدة للسكان ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، فضلاً عن قادة من مختلف أنحاء العالم، مؤتمرًا عالميًا بشأن تغير المناخ. ويحث المدافعون عن حقوق الإنسان المشاركين على إعطاء الأولوية لاحتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء والفتيات النازحات بسبب الكوارث المتكررة المرتبطة بالمناخ.

عائلة تقف في مدخل منزل من القش. صورتهم تنعكس في المياه المحيطة بمنزلهم.
منطقة أقصى الشمال في الكاميرون معرضة بشدة للجفاف والفيضانات. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان الكاميرون/صموئيل سوالدا

* تم تغيير الاسم لدواعي الخصوصية والأمان

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X