أخبار
الهجمات المتواصلة وانهيار أنظمة الصحة والسلامة تجعل النساء والفتيات في غزة يواجهن "تحديات لا يمكن تصورها"
- 27 أكتوبر 2023
أخبار
غزة، فلسطين – "أنام في الشوارع، مثلما وجدتموني. الوضع هنا لا يطاق"، هذا ما قالته امرأة حامل لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والتي من المقرر أن تلد خلال أسابيع قليلة.
تشهد غزة أزمة إنسانية وأمنية مدمرة. منذ بدء تصعيد الاعتداءات مع إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، فُرِض حصار صارم منع دخول الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة.
لقد أدى الصراع إلى نزوح معظم سكان غزة وتسبب في نقص حاد في المساعدات، وهو ما يؤثر بشدة على النساء والفتيات. ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فإن التوترات المتزايدة في مراكز الإيواء المكتظة في غزة وانهيار الخدمات وآليات الحماية تزيد من المخاطر المرتبطة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تلد 160 امرأة حامل في المتوسط كل يوم خلال الشهر المقبل، مع ضعف الخدمات الصحية المتوفرة، مثل رعاية التوليد الطارئة، أو انعدامها. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من ثلثي العيادات الصحية لا تعمل.
انضم صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية، إلى العديد من وكالات الأمم المتحدة في الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانيم في بيان صادر عنها: "إلى جانب الوصول الفوري وغير المقيد للمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة للسماح للجهات الإنسانية الفاعلة بالوصول إلى من هم في حاجة من المدنيين، وإنقاذ الأرواح ومنع المزيد من المعاناة الإنسانية".
وأضافت الدكتورة كانيم :"إننا ندعو إلى الوصول الآمن والمستدام إلى المياه والغذاء والصحة - بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية - والوقود، وهو أمر ضروري لتشغيل الخدمات الأساسية. كانت غزة في وضع إنساني يائس قبل الهجمات الأخيرة. والآن، الوضع كارثي".
نازحون ومُهدَدَون
فر مئات الآلاف من سكان غزة إلى المستشفيات والمدارس والكنائس وغيرها من مراكز الإيواء بحثاً عن الأمان. ولكن لا يوجد مكان آمن تمامًا، حيث أن المستشفيات والمخيمات معرضة للهجمات. وتفيد التقارير أن التوترات في مراكز الإيواء المؤقتة تتصاعد، مما يؤدي إلى تصاعد مخاطر العنف الأسري.
قالت إحدى النساء لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن وضعها المعيشي :"ليس هناك خصوصية. لا توجد كرامة هنا".
وفي حين سُمِح بدخول قدر ضئيل من المساعدات إلى قطاع غزة، لم يُسمَح بدخول الوقود، مما ترك المستشفيات وملاجئ الأونروا فارغة، مما يعرض بدوره عمليات الإغاثة التي تقوم بها الأمم المتحدة للخطر.
كما أن هناك نقص في المواد الغذائية وغيرها من الضروريات. وتتناول بعض الأسر في غزة وجبة واحدة فقط في اليوم، وهو تطور خطير خاصةً بالنسبة للنساء الحوامل، اللاتي قد تلعب تغذيتهن دورًا في بقائهن وبقاء أطفالهن حديثي الولادة على قيد الحياة.
وفي الوقت نفسه، تبلغ قدرة غزة على إنتاج المياه 5% من مستوياتها العادية.
وقال دومينيك ألين، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين :"إننا نسمع قصصًا مروعة حقًا عن التحديات التي تواجهها النساء الحوامل؛ تحصل بعضهن على زجاجة مياه صغيرة أو اثنتين فقط يوميًا وهي مياه مالحة جدًا" بسبب أعطال نظام تنقية المياه.
"ليس هناك مكان تلجأن إليه"
وبما أن غزة منطقة مغلقة بالكامل ولا يوجد بها أي وسيلة للخروج، فإن الفرار من الأعمال العدائية يكاد يكون مستحيلًا، كما هو الحال بالنسبة للحصول على الرعاية الصحية مع انهيار الأنظمة الصحية في غزة.
قال السيد ألين :"هؤلاء النساء الحوامل ليس لديهن مكان يذهبن إليه حقًا. إنهن يواجهن تحديات لا يمكن تصورها. في خضم الفوضى، تضطر بعضهن إلى الولادة في الملاجئ، وفي منازلهن، وكذلك في مرافق الرعاية الصحية التي تعاني بالفعل".
وقال: "تمكنت إحدى النساء من الوصول إلى المستشفى واضطرت إلى الخروج [بعد ثلاث ساعات من الولادة] لإفساح المجال لنساء حوامل أخريات وجرحى آخرين".
وقد دخلت 72 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر محملة بالمواد الأساسية مثل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية. ومع ذلك، فإن حجم المساعدات التي دخلت لا يمثل سوى أربعة في المائة من المتوسط اليومي لحجم السلع التي دخلت غزة قبل الأزمة الحالية.
قال السيد ألين :"ما نحتاجه هو الوصول السريع للمساعدات الإنسانية دون عوائق. نحن بحاجة إلى الماء والغذاء والوقود والدواء، نحتاج إلى كل ذلك على نطاق واسع ونحتاج إلى استدامته. الوقت ينفد من سكان غزة".