أخبار

تمكين الفتيات المراهقات في النيجر من التحكم في حياتهن ومستقبلهن

فتيات مراهقات يقفن بجانب أدوات طحن البذور مع شعار صندوق الأمم المتحدة للسكان
فتيات مراهقات يحملن أدوات طحن البذور، كجزء من عمليات التوزيع في مشروع يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان لدعمهن في إطلاق مشروع تجاري. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في النيجر
  • 25 يوليو 2024

مقاطعة تيساوا، النيجر – قالت ميموناتو البالغة من العمر 17 عاماً، والتي تعيش في تيساوا، في منطقة مارادي جنوب وسط النيجر :"يجب أن يكون لكل فتاة صغيرة نشاط اقتصادي. من المهين أن تطلب المال: عليك أن تعتني بنفسك".

تيساوا، وهي منطقة ريفية وهادئة بشكل عام، تتعرض في كثير من الأحيان لفيضانات شديدة. وبما أن الكثيرين في المجتمع يعتمدون على الزراعة والثروة الحيوانية لكسب لقمة العيش، فإن الكوارث المناخية تقوض بشكل خطير قدرتهم على إعالة أنفسهم. وعادة ما يعمل الرجال والفتيان في الحقول ومع الحيوانات، في حين تعمل النساء غالباً في الأعمال التجارية المحلية الصغيرة، حيث يبِعن المنتجات المحلية مثل زيت الفول السوداني والمخبوزات.

كما أنها مكان يغلب عليه الشباب، حيث أن ما يقرب من 90 في المائة من سكان القرية تقل أعمارهم عن 45 عامًا. ميمونة هي من بين 160 فتاة مراهقة مسجلات في مشروع يوزع "أدوات التمكين"، وهي مؤن تساعدهن على إطلاق مشروع تجاري وتحتوي على مطاحن البذور وفول الصويا وعلب الزيت وحتى الماعز، وكلها مقسمة بالتساوي بين الفتيات.

يتم تدريب المراهقات على أفضل طريقة لاستخدام المؤن لبدء أعمالهن. قالت ميموناتو بعد حصولها على ماعزين :"أشعر بالفعل بالتمكين. الآن لست مضطرة لانتظار شخص آخر لدعمي".

فتيات مراهقات وشيوخ القرية يقفون بجانب مطاحن البذور مع شعار صندوق الأمم المتحدة للسكان
أكثر من ثلاثة أرباع الفتيات في النيجر متزوجات وهن ما زلن أطفالاً ويبلغ معدل حمل المراهقات حوالي 14 في المائة. ©صندوق الأمم المتحدة للسكان في النيجر

اختيار مساراتهم الخاصة

يتم دعم برنامج التمكين الاقتصادي هذا من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية. في حين أن العلاقة بين الصحة الإنجابية والرفاه الاقتصادي قد لا تكون بديهية، إلا أنها واقعية.

يتزوج أكثر من ثلاثة أرباع الفتيات في النيجر وهن لا زلن أطفالاً، ويبلغ معدل حمل المراهقات حوالي 14 في المائة. كما أبلغ ما يقرب من أربع من كل عشر نساء وفتيات عن تعرضهن لشكل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.

قالت هاديزا البالغة من العمر 16 عاما، والتي انضمت إلى البرنامج :"كان عمري 13 عاماً عندما وعد والدي ابن عمي بالزواج مني. تحدثت إلى مرشد في المساحة الآمنة، وتفاوض المرشد، بمساعدة رئيس الحي، مع والدي لتأجيل حفل الزفاف".

عندما تتمكن فتيات مثل هاديزا وميموناتوير من كسب أموالهن الخاصة والمساهمة في اقتصاد الأسرة، يكون هناك حافز أقل لتزويجهن مبكراً. بالإضافة إلى ذلك، تتلقى المشاركات في البرنامج، وجميعهن فتيات بين سن 10 و19 عاماً، التعليم والمعلومات حول الصحة الإنجابية والمهارات المالية وحقوق الإنسان. إن تسليح الشباب بالمهارات والمعرفة اللازمة لاتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن حياتهم هو وسيلة قوية لمكافحة عدم المساواة بين الجنسين.

تم إطلاق البرنامج منذ ما يزيد قليلاً عن 10 سنوات ووصل الآن إلى أكثر من 200,000 مراهق/ة في جميع أنحاء البلاد. ومنذ ذلك الحين، أصبح العديد منهم/ن رواد أعمال في قطاعات تشمل صناعة الأغذية والخياطة وتصفيف الشعر والميكانيكا والنجارة.

وأضافت هاديزا: "اليوم أواصل تدريبي المهني في الخياطة. وفي غضون ثلاث سنوات أخطط للزواج من الرجل الذي أحبه".

يحتاج الأمر إلى قرية بأكملها

يقود مبادرة سبل العيش ماهامان منصور كانيه مايغيزو، وهو مناصر للرفاه الاجتماعي لمجتمعه. وقال السيد مايغيزو: "سنتابع كل شهرين ونتمنى حقاً أن تزدهر هذه الأصول".

رئيس قرية، محاطا برجال آخرين، يتحدث في ميكروفون.
ماهامان منصور كانيمايجيزو هو مناصر للرفاه الاجتماعي في تيساوا© صندوق الأمم المتحدة للسكان في النيجر

وفي عام 2018، أنشأ أيضاً مبادرة "أسرة واحدة، مقياس واحد من الدخن"، والتي يدعمها أيضا صندوق الأمم المتحدة للسكان. بعد وقت الحصاد، تتبرع كل أسرة بحوالي 3 كجم من الدخن ليتم تخزينها وإعادة بيعها لاحقاً خلال موسم العجاف، عندما يكون لدى العائلات عادة طعام أقل وفرص أقل لكسب الدخل.

وتذهب الأموال التي يتم جمعها من المبيعات لدعم عمليات الإجلاء الطبي، وخاصة للنساء الحوامل، ولشراء الأدوية وأكياس الدم بشكل جماعي. هناك حاجة ماسة إلى الوصول إلى هذه الخدمات الصحية: في عام 2023، أفادت منطقة تيساوا الصحية المحلية أن نصف الأسر فقط في المنطقة تحصل على الرعاية الصحية، وحوالي ثلث الولادات تتم بمساعدة قابلة ماهرة، و 15 في المائة فقط من المستجيبين يستخدمون وسائل منع الحمل.

كما استخدم السيد مايغيزو الأموال لطلب 1,000 طاولة ومقعد للمدارس المحلية، وينظم جلسات توعية في العديد من القرى لتعزيز تنظيم الأسرة ومكافحة زواج الأطفال ومكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي. وإذا سمع السيد مايغيزو أن مراهقاً في المدرسة قد تزوج، فإنه يستدعي الوالدين لإلغاء الزواج على الأقل حتى يتخرج الطفل.

يعمل مشروع تيساوا مع رابطة الزعماء التقليديين في النيجر والمنظمات النسائية المحلية في دورات تدريبية، مما يساعد على تعبئة القادة المحليين كحلفاء في الدفاع عن حقوق الفتيات، ويؤدي إلى تشريع بشأن التحاق الفتيات بالمدارس وإصلاحات ضد زواج الأطفال.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X