أخبار
خمس طرق تتضرر بهم النساء والفتيات من تغير المناخ
- 16 أغسطس 2021
أخبار
الأمم المتحدة، نيويورك – في عامٍ شهد هجمات كارثية من موجات الحر وحرائق الغابات والفيضانات والجفاف، جاء أحدث تقرير تقييمي صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وقد صدر الأسبوع الماضي، طارحًا علامة تعجب مفروغ منها. التقرير المُعَد من قِبَل 234 مؤلفًا من 66 بلد واستشهد بـ 14,000 مرجعًا، يُنذِر بوقوع ظواهر جوية متطرفة أكثر تكرارًا وشدة وتعود جميعها للسلوك البشري.
لا يفلت أحد من عواقب التغير المناخي المروعة والمُفجعة، ونتيجةً له، سيتضاعف عدد من يحتاجون للمساعدة الإنسانية بحلول عام 2030. (بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يحتاج 235 مليون شخص إلى المعونة هذا العام). ليست هذه منافسة مرتبطة بمن يعاني أكثر عند استجابة الطبيعة بعنف للانتهاكات التي يرتكبها البشر. لكن الفئات الضعيفة والمهمشة مثل النساء -اللاتي يشكلن أغلبية فقراء العالم واللاتي تعتمد سُبُل عيشهن بشكل كبير على الموارد الطبيعية بين عوامل الخطر الأخرى- معرضات لنوع معين من الفجائع. وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فالنساء والأطفال أكثر عرضة للوفاة في الكوارث بمقدار 14 مرة مقارنةً بالرجال.
فيما يلي خمس طرق أخرى يؤثر بها تغير المناخ على النساء والفتيات. تغير المناخ يمكن أن:
1. … يؤدي للمزيد من العنف القائم على النوع الاجتماعي
النساء والفتيات، هن من يتحملن المسؤولية الأساسية بجمع المياه والحطب من أجل الوقود، يتعين عليهن السير لمسافات أكبر في بحثهن عن الموارد الشحيحة. عندما ينزح السكان بسبب تغير المناخ (مثل الجفاف في الصومال وأنغولا)، تصير النساء والفتيات أكثر عُرضة لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في مخيمات اللاجئين أو النازحين داخليًا. ومرة أخرى، عندما يبحثن عن الموارد اللازمة لإدارة أسرهن، فإنهن يسِرن في مناطق غير مألوفة، مما يزيد من هشاشتهن.
وجد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الإتجار بالجنس ارتفع بعد الأعاصير والزوابع التي وقعت في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما ارتفعت معدلات عنف الشريك الحميم أثناء الجفاف في شرق أفريقيا، والعواصف الاستوائية في أمريكا اللاتينية والظواهر الجوية المتطرفة المماثلة في منطقة الدول العربية.
وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ارتفعت معدلات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي وتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) خلال فترات الجفاف الطويلة في أوغندا. وتزايد العنف ضد النساء في باكستان بعد الفيضانات، وفي بنغلاديش بعد الأعاصير. والدول المتقدمة ليست محصنة.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة كامبريدج، ونُشِرَت في مجلة لانسيت بلانيتاري هيلث، والتي دققت دراسات سابقة، أن العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات والأقليات الجنسية والجندرية يمكن أن يزداد "أثناء أو بعد الوقائع المتطرفة، والتي غالبًا ما ترتبط بعدم الاستقرار الاقتصادي، وانعدام الأمن الغذائي، والضغط النفسي، وتعطل البنية التحتية، وزيادة التعرض للرجال، والتقاليد، وتفاقم عدم المساواة بين الجنسين". واتخذ العنف أشكالًا عديدة، بما في ذلك العنف الجنسي والجسدي والعاطفي.
2. … يساهم في زيادة زواج الأطفال
وتؤدي الظواهر الجوية المتطرفة إلى تدمير سبل العيش وتفاقم الفقر. ويمكن لذلك أن يحفز الأسر على تزويج بناتها الصغيرات بحيث يقل عدد الأفواه التي يجب إطعامها، مقابل مهر العروس أو لأنهم يعتقدون أنهم يحسنون فرص الفتاة في المستقبل. ومهما كان الدافع، فقد لوحظت زيادة طفيفة في الزواج المبكر في البلدان المتضررة من الكوارث المناخية مثل ملاوي، والهند، والفلبين، وإندونيسيا، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، وموزمبيق، من بين بلدان أخرى.
3. … يؤدي إلى الإملاص …
تشير الأبحاث إلى أن "زيادة درجة حرارة الجو بمقدار 1 درجة مئوية خلال الأسبوع السابق على الولادة، ارتبطت بزيادة بنسبة 6 في المائة في خطر الإملاص خلال الموسم الدافئ (مايو - سبتمبر) وهو ما يُتَرجَم إلى حوالي أربع حالات إملاص إضافية لكل 10,000 ولادة". هناك حاجة لمزيد من البحث، ولكن تشير الأدلة إلى وجود صلة بين الحرارة الشديدة ونتائج الولادة السلبية.
4. … ويُفاقم مُخرجات أخرى مرتبطة بالأمهات وحديثي الولادة
على سبيل المثال، تم ربط الأمراض المحمولة بالنواقل، مثل الملاريا وحمى الضنك، بسقوط الحمل والولادة المبكرة وفقر الدم. يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى إطالة المواسم التي ينشط فيها البعوض، الذي ينشر هذه الأمراض، وتشجع البيئات الرطبة على تكاثره. يمكن أن يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى زيادة انتشار الأمراض المحمولة بالنواقل مثل فيروس زيكا، والذي يمكن أن يسبب تشوهات خلقية حادة مثل صغر الرأس (رأس صغير بسبب خلل في الدماغ) لدى النساء الحوامل.
5. … يُخل بالصحة الجنسية والإنجابية ويحد من إمكانية الوصول لوسائل منع الحمل
كما أظهر وباء كوفيد-19، فإن حالات الطوارئ تعمل على تحويل موارد الرعاية الصحية نحو مكافحة أحدث التهديدات وبعيدًا عن الخدمات التي تعتبر أقل أهمية. ستصبح حالات الطوارئ الناجمة عن تغير المناخ أكثر تواترًا، مما يعني أن خدمات الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية قد تكون من بين أولى المجالات التي سيتم تقليصها.
لكن، حتى لو استمرت خدمات الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، فإن النساء والفتيات النازحات غالبًا ما يفقدن إمكانية الوصول إليها، مما قد يؤدي إلى المزيد من حالات الحمل غير المقصود والعدوى المنقولة جنسيًا. وقد يفقدن إمكانية الوصول بطرق أخرى أيضًا، كما حدث عندما ضرب إعصار إيداي ملاوي في عام 2019. قال تريزر ماساولي، كبير مساعدي الرقابة الصحية في مستشفى منطقة مانغوتشي: "لقد غمرت المياه أجزاءًا كثيرة من منطقة مانغوتشي. كان علينا استخدام طائرة هليكوبتر للوصول إلى المناطق التي لم يكن من الممكن الوصول إليها عن طريق البر لتقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، مثل الواقي الذكري، كوسيلة لتنظيم الأسرة والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية والعدوى المنقولة جنسيًا، فضلًا عن تثقيف الأقران والخدمات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية".
تعرضت أكثر من 20 ألف امرأة في سن الإنجاب، في موزمبيق، لخطر الحمل غير المرغوب فيه عندما لم يتمكنّ من الحصول على وسائل منع الحمل في أعقاب إعصار إلويز في كانون الثاني/يناير. وبعد أن ضرب إعصار إيتا وأيوتا هندوراس في عام 2020، لم يتمكن ما يقدر بنحو 180 ألف امرأة في سن الإنجاب من الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة.
تدهور المحاصيل بسبب تغير المناخ قد يؤثر أيضًا على الصحة الجنسية والإنجابية. وجدت دراسة أنه بعد صدمات مثل انعدام الأمن الغذائي، انتقلت النساء التنزانيات اللاتي عملن في الزراعة إلى العمل بالجنس التجاري من أجل البقاء، مما ساهم في ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز.
يتعين على العالم أن يدرك أن الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية تشكل قضية مناخية، وأنه لا بد أن تكون النساء جزءًا من عملية صنع السياسات المناخية. وعندما يحدث ذلك، يصبح الكوكب في وضع أفضل في مجالات مثل انخفاض آثار الكربون ووجود المزيد من الأراضي المحمية. وعندما يكون الكوكب أفضل حالًا، يصبح الجميع أفضل حالًا.
تم التحديث في 16 حزيران/يونيو 2022