أخبار

رﻋﺎﻳﺔ اﻷﻣﻞ واﻟﻘﻴﺎدة ﺑﻴﻦ ﺷﺒﺎب ﻏﺰة

 اﻣﺮأﺗﺎن ﺑﺎﻟﻐﺘﺎن ﺗﺠﻠﺴﺎن ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر ﺣﻮل ﻃﺎوﻟﺔ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﺎرة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة، فاﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻄﻮﻋﻲ ﺳﺎﻋﺪﻫﺎ على ﺗﺠﺎوز اﻷزﻣﺎت، وﻋﺰز ﻗﺪرﺗﻬﺎ على اﻟﺼﻤﻮد، وأﻛﺪ إﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﺸﺒﺎب. ©ﻣﻨﺘﺪى ﺷﺎرك اﻟﺸﺒﺎﺑي
  • 07 أغسطس 2024

ﺷﺎﺑﺔ ﺗﺤﻤﻞ طفلًا أﻣﺎم خيام
ﺳﺎرة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﺘﻄﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺪى ﺷﺎرك اﻟﺸﺒﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻤﻪ ﺻﻨﺪوق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺴﻜﺎن ﻓﻲ ﻏﺰة؛ وﻫﻲ أيضًا ﻧﺎزﺣﺔ حاليًا ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ وﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﻣﻜﺘﻆ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ. ©ﻣﻨﺘﺪى ﺷﺎرك اﻟﺸﺒﺎﺑﻲ

ﻏﺰة، ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ – ﻗﺎﻟت ﺳﺎرة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 23 ﻋﺎﻣًﺎ، ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة :"رﺳﺎﻟﺘﻲ إلى اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻫﻲ ﻣﺪى أﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌﺰﻳﺰ دور اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت، والاستثمار ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﻢ".

ﻣﺘﻄﻮعة ﻣﻊ ﻣﻨﺘﺪى ﺷﺎرك ﻟﻠﺸﺒﺎب، وهو منظمة ﻏﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، ﻧﺰﺣﺖ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ حاليًا ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ وﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﻣﻜﺘﻆ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﻴﻦ. وﻗﺒﻞ اﻧﺪﻻع أﻋﻤﺎل اﻟﻌﻨﻒ اﻷﺧﻴﺮة، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻳﺮ ﺷﺮﻛﺘﻬﺎ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻹﻋﻼم واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺠﺮاﻓﻴﻜﻲ، ﺣﻴﺚ ﻋﺰزت ﻣﻬﺎراﺗﻬﺎ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ اﻵن ﻟلمئات ﻓﻲ ﻏﺰة. 

ﻗﺎﻟﺖ ﻟﺼﻨﺪوق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺴﻜﺎن، وﻛﺎﻟﺔ الأمم المتحدة المعنية باﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ: "ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺪي داﻓﻊ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣﻮاﻃﻨﻲ ﻏﺰة. أرﻳﺪ أن أﻇﻬﺮ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أﻧﻪ ﻟﻦ ﺗﺘﻤﻜﻦ أي ﻇﺮوف ﻣﻦ إﻃﻔﺎء ﺷﺮﻳﺎن اﻷﻣﻞ في ﺸﺒﺎﺑﻨﺎ".

ﺗﻘﺪم اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ وزﻣﻼؤﻫﺎ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﻤﻠﻲ، بدءًا ﻣﻦ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ وﺣﺘﻰ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻴﺎه اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮب ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﻨﺎزﺣﻴﻦ، وﻏﺮس روح اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﺒﺎب ﻏﺰة.

وﺻﻔﺖ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﻛﻤﺘﻄﻮﻋﺔ ﺑـ"اﻟﺘﺤﻮﻳﻠﻴﺔ"، ﻣﻮﺿﺤﺔ أﻧﻬﺎ ﺳﺎﻋﺪﺗﻬﺎ على ﺗﺠﺎوز اﻷزﻣﺎت وﻋﺰزت ﺻﻤﻮدﻫﺎ وأﻛﺪت إﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻷﺟﻴﺎل اﻟﻘﺎدﻣﺔ، "ﻷن اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺠﺴﺪون روح ﺑﻠﺪﻧﺎ وﻃﺎﻗﺘﻪ."

ﻣﺤﻔﺰات اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ

ﺣﻮاﻟﻲ 1.9ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻘﺪ ﻧﺰﺣﻮا حاليًا ﻓﻲ ﻏﺰة، واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻧﺰﺣﻮا ﻋﺪة ﻣﺮات ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ. وﻳﻌﻴﺶ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻼﺟﺊ ﻣﺆﻗﺘﺔ وﻏﻴﺮ آﻣﻨﺔ وﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻸﻣﺮاض واﻟﻌﻨﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ على اﻟﻨﻮع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺤﺼﻠﻮن ﺣﺘﻰ على أﺑﺴﻂ خدمات الرعاية اﻟﺼﺤﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.

وﻗﺪ أﺷﺮك ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻤﻪ ﺻﻨﺪوق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺴﻜﺎن، واﻟﺬي ﺗﻢ إﻃﻼﻗﻪ ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ/كانون الأول 2023، ﺣﺘﻰ اﻵن ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ 1,000 ﻣﺘﻄﻮع ﻟﻤﺴﺎﻋﺪة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 90,000 ﺷﺎب ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء ﻏﺰة. ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻮق الجميع، ﺗﻘﺪم اﻟﻤﺒﺎدرة اﻻﺳﺘﺸﺎرات اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، وأﻧﺸﻄﺔ ﺗﺨﻔﻴﻒ الضغط، واﻟﺪﻋﻢ ﻟﻠﻨﺎﺟيات ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ على اﻟﻨﻮع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، واﻹﻣﺪادات واﻟﻤﺸﻮرة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺧﻼل ﺣﻤﻼت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.

ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺠﻬﻮد ﺿﺮورﻳﺔ -ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻔﻮرﻳﺔ ﻟﻠﺸﺒﺎب، وﻟﻜﻦ أﻳﻀًﺎ ﻟﺘﺰوﻳﺪ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺼﺮاع واﻟﺼﺪﻣﺎت ﺑﺎﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أﻛﺜﺮ ﺳﻼﻣًﺎ. ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺪراﺳﺎت ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺎت اﻟﺼﺮاع وﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺼﺮاع أن ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ التي ﻳﻘﻮدﻫﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ المحلي واﻷﻗﺮان واﻟﻨﺎﺟﻮن بإمكانها أن تؤدي إلى ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺻﺤﺔ ورﻓﺎه اﻟﻨﺴﺎء واﻟﺸﺒﺎب اﻟﻤﻌﺮﺿﻴﻦ ﻟﻠﻌﻨﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.

وﺻﻔﺖ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ دﻫﺸﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻹﺑﺪاع اﻟﺬي أﻇﻬﺮه اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻢ، ﻣﺜﻞ ﺑﻨﺎء أﻓﺮان اﻟﻄﻴﻦ وإﻧﺸﺎء ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ. "إن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﻛﺜﺮ ﻗﻴﻤﺔ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﻛﺄﺻﺤﺎب أﻓﻜﺎر وﻣﺒﺎدرات وﻣﺸﺎريع، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ إﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل ﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻛﻘﺎدة وﻣﺒﺘﻜﺮﻳﻦ وكمستقبل المجتمع".

ﻛﻤﺎ ﻗﺎم اﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮن أيضًا ﺑﺘﻮزﻳﻊ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ومستلزمات صحة الدورة الشهرية اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎء واﻟﻔﺘﻴﺎت، وإﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻔﺼﻮل اﻟﺪراﺳﻴﺔ، وﺗﺮﻛﻴﺐ اﻟﺤﻤﺎﻣﺎت واﻷﻟﻮاح اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻓﻲ معسكرات النزوح.

ﺻﻤﻮد اﻟﺸﺒﺎب وﺳﻂ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﻏﺰة

رﺟﻞ ﻳﺮﺳﻢ قلبًا أﺧﻀﺮ على ﺧﺪ ﻓﺘﺎة ﺻﻐﻴﺮة
وُﻟِﺪ أﺣﻤﺪ اﻟﺤﻠﺒﻲ وﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة، وﻫﻮ اﻵن ﻣﺘﻄﻮع ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻏﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﻟﺼﻨﺪوق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺴﻜﺎن، ﺟﻤﻌﻴﺔ إﻧﻘﺎذ مستقبل اﻟﺸﺒﺎب. © ﺟﻤﻌﻴﺔ إﻧﻘﺎذ مستقبل الشباب

ﻗﺎل أﺣﻤﺪ ﺣﻠﺒﻲ: "ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻤﺎ ﻋﺎﻧﻴﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﺑﻲ: اﻷﻟﻢ واﻟﺤﺼﺎر واﻟﺤﺮب. ﻳﻨﺒﻐﻲ ألا ﻳﻌﺎﻧﻲ أي ﻃﻔﻞ هكذا".

اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺤﻠﺒﻲ، 26ﻋﺎﻣًﺎ، وﻟﺪ وﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة وﻫﻮ اﻵن ﻣﺘﻄﻮع ﻣﻊ منظمة ﻏﻴﺮ حكومية محلية ﺷﺮﻳﻜﺔ لصندوق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺴﻜﺎن، ﺟﻤﻌﻴﺔ إﻧﻘﺎذ مستقبل اﻟﺸﺒﺎب. وﻫﻮ يستلهم ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ، حيث عاش طفولته ﻓﻲ ﻇﻞ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، من أجل ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﺒﺎدرات ﻳﻘﻮدﻫﺎ اﻟﺸﺒﺎب ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول ﻟﻸﻃﻔﺎل واﻟﻤﺮاﻫﻘﻴﻦ واﻟﻨﺴﺎء.

ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ أﻣﺮًا ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة، ﺣﻴﺚ يحتاجها ﻣﻠﻴﻮن طفل إلى ﻫﺬا اﻟﺪﻋﻢ حاليًا.

ﺗﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ ﺣﻮل اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ على اﻟﻨﻮع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة وﺷﻤﺎﻟﻬﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ إﻏﻼق اﻟﺨﺪﻣﺎت ويضطر اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ إلى اﻟﻔﺮار ﻣﻦ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة واﻧﻌﺪام اﻷﻣﻦ. وﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮوف أن اﻟﺼﺪﻣﺎت واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺮاع ﺗﺆدي إلى ﺗﻔﺎﻗﻢ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ على اﻟﻨﻮع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، وعلى اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺿﻤﺎن ذﻟﻚ أﺛﻨﺎء اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺪاﺋﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة، إﻻ أن ﻫﻴﺎﻛﻞ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﻫﺬه الآثار المدمرة.

ﺗﺸﺠﻊ إﺣﺪى اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﺸﺒﺎب واﻟﻔﺘﻴﺎن ﻋﲆ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄدوار جندرية إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ أﺳﺮﻫﻢ واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ضغطهم وغضبهم ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﻣﺜﻞ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم. ﻛﻤﺎ ﻳﺮﺗﺪي اﻷﻃﺒﺎء زي اﻟﻤﻬﺮﺟﻴﻦ ﻟﺰﻳﺎرة اﻷﻃﻔﺎل وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻹﺳﻌﺎﻓﺎت اﻷوﻟﻴﺔ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﻮم اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺨﻴﺮي وﻓﻮاﻧﻴﺲ اﻟﻌﻴﺪ، ﺑﺘﻮزﻳﻊ اﻟﻬﺪاﻳﺎ واﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻟﻠﻌﻴﺪ، التزامًا ﺑﺎﺳﺘﻌﺎدة ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﺳﻂ ﻓﻮﺿﻰ اﻟﺤﺮب.

"ﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ اﻟﺴﻌﺎدة ﺑﻴﻦ اﻷﻃﻔﺎل، واﻟﻀﺤﻜﺎت – وﻛﺄن ﺷﺮارة اﻷﻣﻞ ﻗﺪ ﻋﺎدت إلى أﻋﻴﻨﻬﻢ: وﻛﺎن اﻵﺑﺎء أيضًا ﻳﺮاﻗﺒﻮن أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ وﻓﺮح".

ﻣﺎ ﺑﺪأ ﺑـ 10 ﻣﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪون 50 طفلًا، ﺗﻮﺳﻊ اﻵن إلى 40 متطوعًا يصلون لأكثر من 300 طفل. ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ اﻟﺸﺒﺎب على ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺣﻴﺚ أن ﺗﻌﻠﻢ ﻗﻴﺎدة اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ وﻳﻤﻨﻊ اﻟﻌﻨﻒ، وﻳﻮﻓﺮ منفذًا ﻟﻄﺎﻗﺘﻬﻢ ومشاعرهم ويعلمهم اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ واﻟﺘﻮاﺻﻞ.

ﻣﺴﺎﺣﺔ آﻣﻨﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ

ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، ﺗﻤﺖ إﻋﺎدة ﺗﻘﺪﻳﻢ خدمات الإحالة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ اﻟﻘﺎﺋﻢ على اﻟﻨﻮع اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺨﺪﻣﺎت، وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺰال ﻫﻨﺎك ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻳﺔ، وﻫﻲ ﻧﻘﺺ اﻟﻮﻗﻮد، وﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻹﻳﺠﺎر واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ، واﻟﻨﻘﺺ اﻟﺤﺎد ﻓﻲ اﻹﻣﺪادات.

ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺳﺪ ﻫﺬه اﻟﻔﺠﻮات، ﻳﺪﻋﻢ ﺻﻨﺪوق اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻟﻠﺴﻜﺎن ﺳﺘﺔ مساحات آﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﻨﺰوح ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة وﺷﻤﺎل ﻏﺰة، واﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻨﻔﺴﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ورﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ واﻹﻧﺠﺎﺑﻴﺔ واﻹﺣﺎﻻت ﻟﻠﺨﺪﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ﻳﻘﻮم اﻟﻤﺘﻄﻮﻋﻮن اﻟﺸﺒﺎب ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺑﺈﺷﺮاك شباب آخرين ﻓﻲ اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺤﺮف اﻟﻴﺪوﻳﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻟﻐﻨﺎء واﻟﻤﺴﺮح واﻷﻟﻌﺎب.

وعلى اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻌﺮﺿﻬﻢ ﻟﻠﺼﺪﻣﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺎﻧﺎة أﺳﺮﻫﻢ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ وزﻣﻼﺋﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻏﺰة، ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷدوار ﻳﻮاﺻﻠﻮن ﺗﻔﺎﻧﻴﻬﻢ ﺑﻼ ﻫﻮادة.

ﻗﺎل أﺣﻤﺪ: "إذا ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻋﻦ أﻛﺒﺮ ﻣﻜﺎﺳﺒﻲ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺘﻄﻮﻋﻲ، ﻓﺴﺄﻗﻮل ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻟﻨﺎزﺣﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ".

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X