أخبار

كيف انتصرت أم مراهقة في الكاميرون على زواج الأطفال والعنف الجنسي وسط الصراع

أربع نساء واقفات يضحكن خارج أحد المباني، إحداهن تحمل طفلين حديثي الولادة
قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بنشر 34 قابلة وفريق من الأخصائيين الاجتماعيين لتقديم خدمات الرعاية الصحية والحماية المنقذة للحياة للنساء والفتيات المستضعفات في المناطق النائية والتي يصعب الوصول إليها في منطقة أقصى الشمال في الكاميرون. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في الكاميرون/ صامويل سوالدا
  • 07 يونيو 2024

ماروا، الكاميرون – في ماروا، في أقصى شمال الكاميرون، أُجبرت آيساتو* على الزواج عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها فقط، وتحطمت أحلامها في التعليم.

بعد فرارها من العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة في قريتها القريبة من الحدود مع نيجيريا، تركت أسرتها منزلها وممتلكاتها وكل ما تعرفه وراءها. ومع قلة الموارد وعدم وجود وسيلة لكسب العيش، لم يجد والدا أيساتو أي خيار آخر سوى تزويج ابنتهما لرجل أكثر ثراء يكبرها بأربعين عاما، وكانا يأملان أن يعتني بها لأنه لم يعد بإمكانهما ذلك.

اضطرت إلى ترك دراستها واحتُجزت في قريتها التي تعرضت هي الأخرى لهجمات متكررة. وبعد عزلها عن أي دعم، سرعان ما تعرضت آيساتو للاعتداء والاغتصاب من قبل إحدى الجماعات المسلحة.

قالت لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الصحة الجنسية والإنجابية التابعة للأمم المتحدة: "لقد سلبوني كرامتي، وتركوني مكسورة ووحيدة. لقد أخذوا كل شيء: كتبي، أحلامي، طفولتي."

عندما اكتشفت أنها حامل، طردتها عائلة زوجها لتعتمد على نفسها في الشوارع - وكانت لا تزال طفلة ولكنها سرعان ما سوف تصبح أماً.

ضمان الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الضرورية

قابلة تنحني لمساعدة امرأة تجلس وهي تحمل طفلاً
أم جديدة وطفلها يتلقيان الدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان في كوزا، في مقاطعة مايو تساناجا، التي تعد من بين المناطق الأكثر تضررا من الأزمة في منطقة أقصى شمال الكاميرون. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في الكاميرون/ صامويل سوالدا

كافحت آيساتو لإعالة نفسها ولجأت إلى بيع الفول السوداني لكسب لقمة العيش، وذلك قبل إحالتها إلى برنامج يديره صندوق الأمم المتحدة للسكان، والذي وصفته بأنه "بدل حياتها".

بتمويل من حكومتي النرويج والولايات المتحدة الأمريكية، منذ يوليو 2023، يدعم البرنامج النازحين في المناطق المتضررة من النزاع في شمال الكاميرون والذين هم في حاجة ماسة إلى الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية، ولا سيما النساء والفتيات.

تلقت أيساتو فحوصات ما قبل وما بعد الولادة، وتأهيل سريري للاغتصاب الذي تعرضت له، والمساعدة أثناء الولادة بعملية قيصرية. وحصلت أيضًا على "صندوق الوليد" مليئ بالمستلزمات الأساسية لابنها حديث الولادة.

بالإضافة إلى دعم الناجين مثل أيساتو، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوزيع مجموعات أدوات الصحة الإنجابية الطارئة على ثمانية مرافق صحية في منطقة أقصى الشمال. وتحتوي هذه على إمدادات مثل الصابون والمناديل المطهرة، والقفازات المعقمة، ومشابك الحبل السري، وأدوية صحة الأم لمنع نزيف ما بعد الولادة وعلاج الالتهابات، مما يساعد على ضمان الولادة الآمنة حتى في الأماكن التي تفتقر إلى المرافق الطبية المناسبة.

كما يتم تضمين مستلزمات تنظيم الأسرة ومنع الحمل في حالات الطوارئ، مما يقلل من خطر حالات الحمل غير المرغوب فيه - وهو مصدر قلق ملح للنساء والفتيات خاصة أثناء النزوح - كما توفر علاجات العدوى المنقولة جنسياً، وتشمل حزمة رعاية ما بعد الاغتصاب الدعم الطبي الأساسي للناجيات من العنف الجنسي.

مجموعة من النساء والأطفال يتجمعون معًا في الخارج، بعضهم جالس والبعض الآخر واقف
ساء وفتيات يجلسن وسط أنقاض قريتهن في منطقة أقصى الشمال في الكاميرون بعد أن تعرضت لهجوم من قبل العصابات المسلحة. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في الكاميرون/ صامويل سوالدا

القابلات المتنقلات

ويتم أيضًا نشر أكثر من 30 قابلة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان في المرافق الصحية والوحدات الصحية المتنقلة في المناطق التي يصعب الوصول إليها في أقصى شمال الكاميرون، مع فريق من العاملين في مجال الصحة المجتمعية الذين يقدمون الرعاية للأمهات والأطفال حديثي الولادة.

يمكن لتلك الوحدات إجراء فحوصات للعدوى المنقولة جنسياً وإحالة المرضى إلى المراكز المتخصصة لفحص فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز والإدارة السريرية لحالات الاغتصاب. ويمكن للناجيات/ين من العنف القائم على النوع الاجتماعي الوصول إلى ثمانية أماكن آمنة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث يمكنهن/م طلب الدعم النفسي والاجتماعي وإحالتهن/م لمزيد من الرعاية.

يتم تنفيذ المشروع من قبل الشركاء المحليين والمنظمات التي تقودها النساء والخدمات الصحية اللامركزية ويهدف إلى دعم أكثر من 100,000 امرأة وفتاة في ثماني مقاطعات في مايو تساناجا ومايو كاني ومايو داناي ولوغون وشاري.

حاليا، تبلغ آيساتو 16 عامًا، وتقف شامخة وقد استعادت صحتها وعافيتها. تقول عن العاملين الصحيين: "في خضم اليأس، أصبحوا شريان حياتي. لم يقدموا الرعاية الطبية فحسب، بل قدموا أيضًا مساحة آمنة للشفاء والأمل مرة أخرى."

*تم تغيير الاسم لأغراض الخصوصية والحماية


هذا المقال جزء من سلسلة من القصص التي توضح التقدم المحرز منذ انعقاد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عام 1994، الذي التزم بضمان المساواة بين الجنسين والحق في الصحة الجنسية والإنجابية للجميع. اكتشف المزيد.

نستخدم ملفات تعريف الارتباط والمعرفات الأخرى للمساعدة في تحسين تجربتك عبر الإنترنت. باستخدام موقعنا الإلكتروني توافق على ذلك، راجع سياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.

X