بيان
العمل من أجل تمتع النساء والفتيات بحقوق الإنسان كأولوية من أجل بناء عالم أكثر إنصافاً وعدلاً وازدهاراً
09 ديسمبر 2024
بيان
09 ديسمبر 2024
بيان صادر عن الدكتورة نتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في يوم حقوق الإنسان (10 كانون الأول/ديسمبر)
وُجدت حقوق الإنسان لتحمينا جميعاً من الأذى ولتضمن لنا حياة كريمة قائمة على الإدماج. ويتحقق السلام والازدهار اعتماداً على إعمال حقوق الإنسان.
فمنذ ثلاثين عاماً، اجتمعت وفود من جميع أنحاء العالم في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في القاهرة وأجمعوا على أنّ التنمية الشاملة والمستدامة تعتمد على قدرة النساء والفتيات على إعمال حقوق الإنسان الخاصة بهنّ بالكامل، ولا سيّما الحقوق الإنجابية.
منذ ذلك الحين، قُطعت أشواط في التقدم نحو تحقيق الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية للجميع. أما اليوم، فنحن نحتفل بنجاح بلدان أخرى كثيرة في سنّ القوانين والاستثمار في الخدمات من أجل حماية الاستقلالية الجسدية وتمكين النساء والفتيات من التمتع بفرص متكافئة للازدهار. وباتت تُطبّق المزيد من التدابير أكثر من أي وقت مضى لمنع حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي لها، والتي تُعد من الانتهاكات الأكثر انتشاراً لحقوق الإنسان.
مع ذلك فإنّ الكثير من العمل لا يزال مطلوباً. فاليوم، لا تزال ملايين النساء والفتيات على اختلاف مشاربهنّ محرومات من حقوقهنّ الأساسية. ولا يتمكّن سوى 56 في المائة من النساء والفتيات من اتخاذ القرارات التي تخصّ صحتهنّ وحقوقهنّ الجنسية والإنجابية. وعلى الصعيد العالمي، تعاني واحدة من بين كل ثلاث نساء وفتيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي خلال حياتها. وتتفاقم المشاعر السلبية تجاه النساء والتمييز ضدّهنّ في بعض الأماكن، ما يؤدي إلى تراجع في التشريعات والسياسات والتمويل.
في هذا السياق، تتزايد الانتهاكات لحقوق الإنسان مع حدوث الأزمات الناتجة عن النزاعات أو الكوارث الطبيعية أو تغير المناخ، إذ اضطُرّت النساء والفتيات للفرار من منازلهنّ بأرقام قياسية، ما أدّى إلى زيادة هائلة في قابلية تعرّضهنّ لمجموعة كبيرة من الأضرار الجسيمة، بما في ذلك الاتجار بالجنس وزواج الأطفال وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
يُعدّ صندوق الأمم المتحدة للسكان الوكالة العالمية الرائدة في مجال حماية الصحة الجنسية والإنجابية وأهم جهة معنية بتقديم خدمات التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي في السياقات الإنسانية. نقوم بعملنا هذا لأنّ إعمال حقوق الإنسان لا يجب أن يتعطل عندما تقع كارثة ما وحقوق الإنسان عالمية فلا تتوقف عند حدود بلد معيّن. كما أنّ احتياجات النساء والفتيات لا تتلاشى خلال رحلتهن المضنية بحثاً عن الأمان. الحقوق هي حقوق الجميع في كل مكان، وإعمال هذه الحقوق أمر يمكن تحقيقه. وقد قطعت البلدان حول العالم التزامات بحماية حقوق الإنسان بموجب معاهداتها وصكوكها. والآن حان الوقت لاتخاذ الإجراءات.
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان كل يوم حول العالم يداً بيد مع الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والشركاء من القطاع الخاص من أجل تسريع التقدم نحو الإعمال العالمي لحقوق الإنسان. فمثلاً لقد وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان أداة تفاعلية على الإنترنت لمساعدة البلدان على تقييم سياساتها وبرامجها المعنية بالصحة الجنسية من منظور حقوق الإنسان، مع تقديم أفكار حول كيفية تعزيزها. تبدو هذه الأدوات شديدة الأهمية في الجهود التي نبذلها لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات الإفلات من العقاب ومعالجة الأسباب الجذرية لذلك.
يتمحور اليوم الدولي لحقوق الإنسان حول موضوع "حقوقنا ومستقبلنا الآن"، الذي يسلط الضوء على أهمية حقوق الإنسان في حياتنا اليومية كمسار يفضي إلى بناء مستقبل أفضل.
لندعم حقوق الإنسان اليوم وكل يوم. في هذا اليوم الختامي من حملة 16 يوماً من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي والتي تُنظَّم على الصعيد العالمي، لنقف إلى جانب أولئك الأكثر تعرّضاً للضرر. لنحمي كرامة وسلامة ورفاه كل امرأة وفتاة، على اختلاف مشاربهنّ. فهذه هي الطريقة الأكثر فعالية لبناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً للجميع.