بيان
فجوة التمويل وزيادة انعدام الأمن يؤديان إلى تعريض حياة نساء وفتيات الروهينجا للخطر
20 مايو 2024
بيان
20 مايو 2024
بيان المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانيم
بعد مرور سبع سنوات على تهجير شعب الروهينجا من منازلهم في ميانمار، لا يزال ما يقرب من مليون شخص عالقين في مخيمات اللاجئين في منطقة كوكس بازار في بنغلاديش - أكثر من نصفهم من النساء والفتيات و يكتنف آفاقهم الحالية والمستقبلية الغموض وعدم اليقين.
عندما زرت المخيمات في عام 2018، كانت النساء اللاتي التقيت بهن لا زلن مسكونات بما تعرضن له من أعمال العنف الجنسي التي لا توصف - وبالكاد نجين. التقيت بالنساء مرة أخرى هذا الأسبوع في إحدى المساحات الآمنة للنساء والفتيات في المخيم 9 - وهو واحد من 56 مساحةً آمنةً يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه في جميع المخيمات. أخبرنني أنهن يشعرن الآن بقدرة أكبر على التحدث علنًا ضد العنف الجنسي؛ وبدأ أزواجهن و أبناؤهن في الإصغاء إليهن؛ و بتن يعرفن كيفية الحصول على العلاج الطبي والاستشارة والخدمات القانونية عند وقوع حوادث بغيضة. وقلن إن هذه المساحات تبعث فيهن الأمل والسعادة وسط ظروف معيشية صعبة في المخيمات المكتظة بالسكان. التقيت أيضًا بالقابلات اللاتي قلن إن عدد النساء اللاتي يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة قد زاد بشكل مطرد خلال السنوات الأخيرة.
في مستشفى الصداقة في بالوخالي، المتاخم للمخيمات - المرفق الوحيد الذي يخدم اللاجئين الروهينجا والمجتمعات المضيفة الذي يمكنه إدارة حالات الطوارئ التوليدية المعقدة، بما في ذلك العمليات القيصرية وعمليات نقل الدم - رأيت بنفسي كيف أن مهارات القابلات المدربات تنقذ الأرواح . منذ عام 2019، تضاعف عدد النساء اللاتي يلدن في المرافق الصحية، ليصل إلى 85 بالمائة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى جهود صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه، الذين سهّلوا أكثر من 10,600 ولادة آمنة في عام 2023 وحده.
ولكن وسط هذا الأمل هناك خوف كامن. ومع تصاعد الصراع عبر الحدود في ميانمار، تحدثت النساء عن قلقهن من تجنيد الأزواج والأبناء للقتال. وقد أدى تقلص التمويل الإنساني، وزيادة الحوادث الأمنية في المخيمات، إلى جعلهن أكثر عرضة للعنف. ومع عدم وجود وسيلة لكسب دخل قانوني، وبالنظر إلى أن الحصص الغذائية تتأثر بشكل مباشر بنقص التمويل، يلجأ اللاجئون أيضًا إلى تدابير يائسة بشكل متزايد من أجل البقاء. هناك تقارير عن زواج الأطفال والزواج القسري – حيث تتزوج واحدة من كل عشر فتيات من الروهينجا وهي طفلة. أخبرتني النساء والفتيات أنهن يشعرن بالقلق بشأن كيفية إطعام و دعم أسرهن، في ظل قلة الغذاء المتاح وارتفاع معدلات الجريمة.
ونظراً للنقص الخطير في التمويل، فإن الخدمات التي يقدمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، وهي شريان الحياة للنساء والفتيات الروهينجا والمجتمعات المضيفة، معرضة أيضاً للتهديد.
في عام 2024، يحتاج صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى 31 مليون دولار لتوفير خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ومنع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له في المخيمات. حتى الآن، تم تمويل 42% فقط من احتياجاتنا. ومع التمويل الإضافي والكافي، سيتمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من إنشاء المزيد من المساحات الآمنة، وتدريب المزيد من الشباب، وتوسيع نطاق خدماتنا الاستشارية، ودعم المزيد من القابلات بالإمدادات والمعدات الصحية.
لقد غادرت المخيمات في كوكس بازار برسالة واضحة للمجتمع الدولي: أحثكم على تجديد التزامكم المالي تجاه اللاجئين الروهينجا بينما يواصلون عيش حياة تتسم بعدم اليقين والخوف. يعد التمويل الأكبر والأكثر مرونة واستدامة أمرًا بالغ الأهمية لكل من صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائنا من وكالات الأمم المتحدة لتقديم الخدمات للنساء والفتيات والتي يمكن أن تعني حرفيًا الفرق بين الحياة والموت.
موارد للصحفيين: