مستيقظة على أصوات الغابات المطيرة، تَسعَد غابي هويت تسيجي، 27 عامًا، وهي امرأة من سكان أواجون الأصليين، بالعودة إلى منزلها في ماماياكي، وهي بلدة نائية في منطقة الأمازون في بيرو.

أمضت غابي ما يقرب من عقد من الزمن في ليما ومدن أخرى، حيث تدربت وعملت كمصففة شعر. لقد استمتعت بتطوير مهاراتها ولكنها واجهت العديد من التحديات، بما في ذلك الوصم والتمييز بسبب هويتها. تقول: "بالنسبة لي، كامرأة عابرة جندريًا، لم يكن الأمر سهلاً. اضطررت لتحمل الإهانات وسوء المعاملة لمجرد كوني مختلفة".

بالعودة إلى ماماياكي، في منطقة السينيبا بمقاطعة كوندوركانكي في بيرو، تحقق غابي حلم طفولتها، حيث تدير مشروعها الخاص كمصففة شعر. وهي الآن تسعى جاهدة لتحقيق حلم آخر: المساواة للمرأة الأمازونية ومجتمع الميم عين.

في حين أن غابي تتلقى حبًا وقبولًا من عائلتها ومن دائرة اجتماعية قوية - "لديَّ العديد من الأصدقاء"، كما تقول - فإن المجتمع الأوسع لا يرحب دائمًا بالعابرين جندريًا.

لقد اتخذت هوامبامي، عاصمة السينيبا، اجراءات متطرفة في منع الأشخاص من مجتمع الميم عين من دخول المدينة، وذلك باستخدام التهديد بالعقاب، بما في ذلك الضرب. أصدر زعيم المجتمع قرار الحظر؛ ونُشر القرار في بيان عام 2022 الصادر عن مجلس مقاطعة السينيبا.

تلقت غابي الدعم النفسي الاجتماعي من مشروع نوا سينشي التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث حضرت جلسات جماعية مصممة للمساعدة في تكوين شبكات اجتماعية قوية وداعمة. نيوا سينشي تعني "المرأة القوية" في لغة أواجون.

يهدف المشروع، الذي تدعمه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إلى ضمان قدرة جميع نساء الأمازون الأصليين وأفراد مجتمع الميم عين على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية وخدمات الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي. تم تصوير غابي أعلاه في المنزل مع عضوة الفريق دافني أكينو.

في مقاطعة كوندوركانكي، يمكن أن تؤدي عدم المساواة بين الجنسين إلى محدودية فرص التعليم والتوظيف للنساء والفتيات، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مع الإفلات من العقاب.

إدراكًا لحاجة جميع النساء المحليات إلى تحقيق المساواة، أصبحت غابي حاليًا مناصرة مجتمعية لمشروع نوا سينشي. وتقول: "هنا في المجتمع المحلي، كثيرًا ما يضرب الرجال النساء. ينبغي ألا تُساء معاملة النساء. فإذا علموا بحقوقهم، سيمكنهم التعرف بطريقة أكثر سلاسة على ما إذا كان شريكهم يسيء معاملتهم".

تخطو غابي وأعضاء فريقها في نوا سينشي خطوات كبيرة، حيث يساعدون النساء وأفراد مجتمع الميم عين على الوصول إلى العدالة وأن يكونوا أكثر أمانًا وصحةً. تضم الفرق  عاملين في مجال الصحة النفسية ومحامين وعاملين في مجال التواصل المجتمعي وغيرهم من المهنيين. وتتخذ الفرق نهجًا يتمحور حول الناجيات، وتعمل على تنفيذ حملات اتصال، وتوعية سلطات الدولة والمجتمع، وتعزيز التعاون بين المؤسسات.

انتشار نوا سينشي ضخم. فعلى سبيل المثال، منذ سبتمبر/أيلول 2023، وصل المشروع إلى أكثر من 13,000 شخص برسائل تتعلق بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، من خلال التواصل المجتمعي والتدريب. علاوة على ذلك، تلقت 724 ناجية من العنف المساعدة، وشاركت 392 في جلسات الدعم النفسي الاجتماعي.

تُظهر الصورة أعلاه عضوة الفريق دافني وهي تلتقي بإيزيدورا، إحدى الأمهات في المجتمع المحلي، خلال جلسة توعية في ماماياكي. يمكنك معرفة المزيد عن هذه المبادرة القوية هنا.