ننظر إلى عام 2023، ونُقِر بالمآسي التي ظللت هذا العام - الأزمات الطبيعية والمناخية والأزمات التي من صنع الإنسان والتي تضاعف مهمة صندوق الأمم المتحدة للسكان. ومع ذلك، فإن عزمنا وعزم شركائنا والنساء والفتيات اللواتي نخدمهن، لا يتزعزع. 

نحتفل أيضًا بما يمكن تحقيقه عندما تتمكن النساء والفتيات من ضمان حقوقهن. بدءًا من إطلاق العنان لمجموعات الأزياء الأولى والمطالبة بالاستقلال الاقتصادي والجسدي؛ مرورًا بإيجاد طرق مبتكرة لمساعدة الفتيات على إكمال تعليمهن؛ وصولًا لولادة الأطفال بأمان برًا وبحرًا؛ والوصول إلى النساء في الأزمات بتعاطف.

تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدة من أكثر الأزمات تعقيدًا وأطولها أمدًا في العالم. يقدر عدد النازحين بنحو 6.2 مليون شخص. تقول الناجيات من العنف الجنسي أنهن يشعرن بأنهن منسيات بعد مرور عقود مما يبدو وكأنه حرب لن تنتهي أبدًا. يتواجد صندوق الأمم المتحدة للسكان في مخيمات النازحين والمناطق المحيطة بها لدعم النساء والفتيات.

تحملت ليبيا العبء الأكبر من العاصفة دانيال في 11 أيلول/سبتمبر 2023، حيث تضخمت مياه الفيضانات وانفجرت السدود، مما أدى إلى غمر أجزاء من درنة والمناطق المحيطة بها.

مات الآلاف، وفي بعض الحالات قضى السيل على عائلات بأكملها. وعملت الفرق الطبية المتنقلة وأجنحة الولادة وفرق الدعم النفسي الاجتماعي والمساحات الآمنة التي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان على تخفيف أثر ذلك على الناجين.

أعلنت الحكومة الإسرائيلية حالة الحرب على الأرض المحتلة في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، في أعقاب الهجوم المدمر الذي شنته حماس. لقد خلقت الهجمات المستمرة في غزة وضعًا وصفه المتحدثون باسم الأمم المتحدة وآخرون بأنه "جحيم على الأرض". ومع استمرار الحرب، تظل الأسر والأطفال المكلومون معرضين للخطر، ليس فقط بسبب الغارات الجوية، ولكن أيضًا بسبب الجوع والمرض الناجم عن سوء الأوضاع الصحية.

مع انتهاء العام بالحرب والقلق الذي يؤثر على حياة الكثير من الناس، يحث صندوق الأمم المتحدة للسكان الجهات المانحة على التمويل الكامل للنداءات الإنسانية التي تضع احتياجات النساء والفتيات في المقدمة وفي المركز.

يعد الدعم الفعّال للنساء والفتيات أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الاستجابة الإنسانية، وذلك لضمان الوصول إلى جميع أفراد المجتمع واحترام الحقوق في الأزمات. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا تكون الأزمة سببًا لتحويل مسار التمويل المنتظم المخصص للصحة والحقوق الجنسية والإنجابية.

لا بد أن تنعم كل امرأة وفتاة، في كل مكان، بحياة خالية من العنف وأن تتمتع بالاستقلالية فيما يتعلق بجسدها وبالقرارات التي تؤثر عليها. إن الاستثمار في النساء والفتيات هو استثمار في مستقبل أكثر إيجابية.